المكساج الصوتي و مراحله الثلاثة (عليك اتقانها في أي عمل)

المكساج الصوتي و مراحله الثلاثة

في المكساج الصوتي Mixing Audio نتعامل مع تراكات الأغنية أو المقطوعة كلها و نقوم بعمليات تحسين الصوت و زيادة الاندماج بين التراكات و تجنب أي مشاكل صوتية

الهدف هو ضمان الحصول على عمل متوازن و واضح بحيث لا ينقصه سوى اللمسة الاحترافية الأخيرة أثناء الماسترينغ حيث نتعامل مع التراك النهائي

يمكن أن نعتبر المكساج الصوتي كفن وعلم يهدف إلى تحقيق توازن مثالي وتحسين جودة الصوت في التسجيلات الصوتية و الأغاني و المقطوعات الموسيقية
حيث يتضمن مزج وتوازن جميع المكونات الصوتية لتحقيق صوت نهائي متكامل ومتجانس وتحقيق قوة ووضوح و تناغم في الصوت النهائي بعد أن نكون جمعنا كل التراكات أو العناصر المكونة للعمل في تراك واحد

لتكون الأمور أوضح لديك سنقسم المكساج الصوتي الى ثلاث مراحل أساسية

المرحلة الأولى : الإصلاح و تنقية الصوت
المرحلة الثانية : مرحلة التوازن في المكساج الصوتي
المرحلة الثالثة : تحسين الصوت في المكساج الصوتي

قبل البدء في أول مرحلة من المهم ترتيب المشروع لتسهيل المهام عليك و اختصار الوقت , يشمل ترتيب المشروع خطوات بسيطة مثل :

تسمية كل تراك بإسم خاص لتمييزه عن غيره
تلوين بعض التراكات أو كلها لسهولة الانتقال فيما بينها
ترتيب التراكات التي تنتمي لنوع معين بحيث تكون بجانب بعضها و تجميع التراكات المتشابهة في جروب Group Bus لسهولة التحكم بها
( مثل أن نجعل تراكات الكورال كلها في قناة واحدة بحيث يمكن التحكم بالكورال كله في آن واحد و يبقى بإمكاننا معالجة كل تراك منفصل بشكل مستقل )

المرحلة الأولى : الإصلاح و تنقية الصوت

هنا سيبدأ المكساج حيث سنستخدم المؤثرات (البلجنات) بأنواعها و لكن قبل استخدامها سنقوم بإصلاح ما يلي :

بداية تأكد من الزمن Time و التونينع Tuning للتراكات المسجلة أي تأكد من عدم وجود أخطاء في الأداء مثل تقدم أو تأخير التراك الصوتي
فقد توجد أخطاء في أداء المغني أو العازف و يحتاج الصوت المسجل الى تحريكه في مقاطع أو جمل أو كلمات معينة عبر تقديمها و تأخيرها لكي تتماشى مع الرتم بدقة
و كذلك تصحيح أخطاء التونينغ Tuning لجعل الأداء الصوتي على النوطة الموسيقية الصحيحة
يوجد ادوات تساعد في ذلك مثل الأوتوتيون Autotune و الميلوداين Melodyne
و كذلك يوجد أدوات و ميزات مرفقة داخل برامج التوزيع و التي تسهل عملية تعديل الوقت و ازاحة أجزاء من التراك لتقديمها أو تأخيرها لتتماشى مع الزمن و الرتم العام وتغيير التونينغ مثل أداة VariAudio في كيوبيز

Auto Tune pro استخدام اوتوتيون لتصحيح النغمات

بعد ذلك قد سنقوم بثلاث مهمات لإصلاح و تنقية الصوت حسب الحاجة و هي :
ازالة النويز – اصلاح مشاكل الترددات الصوتية – اصلاح مشاكل الدايناميك الصوت

أ-ازالة النويز

استخدام مؤثرات ازالة النويز في المكساج الصوتي

قد لا تواجه هذه المشكلة كثيرا خاصة اذا كان التسجيل جيدا و اذا كنت تستخدم في العزف بلجنات و مكاتب مبرمجة فهي لا تحوي نويز أساسا

لكن في كثير من الأحيان فإن الصوت المسجل قد يضم نويز مثل صوت الهواء , و أية أصوات غير مرغوبة أثناء التسجيل مثل الاصطدام بالمايك و غيرها و تسمى تلك الأصوات الغير مرغوبة بتسميات مثل : Click , Noise , Crackle , Hum , Polsive

و لعلاج تلك المشاكل يتم استخدام مؤثرات ازالة النويز مثل بلجنات الـ waves, Oxford , iZotope و غيرها أو البلجنات المرفقة مع برنامج التوزيع و تراها عادة بأسماء مثل De-Noise

ب-اصلاح مشاكل الترددات الصوتية

ايكولايزر

هنا سنحتاج الايكولايزر Equlaizer حيث سنقوم بقص أي ترددات غير مرغوبة أو مزعجة , فإذا كان صوت الترومبيت مثلا حادا يمكن قص جزء من الترددات العالية لجعله الصوت أنعم و اذا كان صوت الباد Pad عميقا جدا أي يضم ترددات منخفضة يمكن قصها
و بشكل عام ينصح بقص الترددات المنخفضة لمعظم الترددات من 80-120 Hz و ما دون باستثناء التراكات المخصصة أساسا لتغطي الترددات المنخفضة و خاصة أصوات الـ Kick , Bass التي سنبقي على معظم تردداتها المنخفضة

ج-اصلاح مشاكل الدايناميك

هنا سنحتاج الكومبريسر بشكل أساسي Compressor و مهمته جعل التراكات المتأرجحة ثابتة فالصوت المسجل قد يعاني من انخفاض في أجزاء أو مقاطع معينة و ارتفاع في مقاطع أخرى , و اذا قمت بتخفيض الصوت أو رفعه بالمجمل ستبقى نفس المشكلة لذلك يمكن استخدام الكومبريسر لحل المشكلة
لكن في بعض الأحيان يمكن حل تلك المشكلة بدون الكومبريسر عبر رفع و تخفيض الصوت بشكل يدوي و عمل أتمتة لقوة صوت التراك و قد يكون هذا الحل افضل في كثير من الحالات

بشكل عام يمكن تأجيل مرحة اصلاح مشاكل الدايناميك لما بعد المرحلة الثانية أي مرحلة التوازن الا اذا كان هناك مشاكل كبيرة جدا تحتاج الإصلاح الفوري

يذكر أن الكومبريسر لديه أيضا مهام أخرى مثل زيادة قوة التراك و إعطائه لون خاص

المرحلة الثانية : مرحلة التوازن في المكساج الصوتي

المكساج الصوتي و مرحلة التوازن باستخدام المكسر

تبدو أبسط مرحلة في المكساج الصوتي لكنها مهمة جدا و لن نستخدم فيها مؤثرات صوتية و تحتاج للسمع و الذوق الفني , مهمتك هنا :

استمع الى العمل و قم برفع و تخفيض التراكات بحسب ما تراه مناسبا , فإذا كان الايقاع ضعيفا جدا فلا تنتظر لإضافة المؤثرات مثل الكومبريسر و الايكولايزر لتقويته , و انما من البداية قم برفع صوته نسبيا لتراه متوازن مع التراكات قبل ان تستخدم المؤثرات

و اذا كان صوت الفوكال (المغني) قويا مثلا فلا تبدأ فورا بتخفيض الترددات باستخدام الايكولايزر و انما قم أولا بتعديل الصوت ( من خلال قناة المكسر)
نفس الشيء ينطبق على كل التراكات حيث عليك أن ترفع و تخفض أي تراك و تجعله مستوى قوته معقول مقارنة بباقي التراكات قبل أن تفكر أساسا في استخدام المؤثرات (البلجنات)

يمكنك أن تبدأ في التراكات الأكثر أهمية ثم تقرر قوة باقي التراكات على أساسها

لتحقيق التوازن أيضا نقوم بتوزيع التراكات بين قناتي اليمين و اليسار و بشكل معتدل بحسب الحاجة أي عمل الـ Panning

و كقاعدة أساسية هنا : التراكات الأساسية مثل الفوكال (الصوت البشري Lead Vocal) و الميلودي (اللحن الأساسي أو الصولو) كلها تبقى في المنتصف بشكل عام و نفس الشيء للترددات المنفخفضة و خاصة الـ Kick, Bass فإنها تبقى في المنتصف و لا حاجة لجعلها في اليمين أو اليسار و ذلك بهدف بقاء التراك بالمجمل متوازن
لا يعني ذلك أن تكون تلك التراكات مونو تماما , فلا بأس بإضافة مؤثرات تجعل الصوت استريو بنسب مناسبة لكن بحيث تبقى في الأساس في المنتصف

أما باقي التراكات مثل البيركشن و الكوردات فيمكن توزيعها بين قناتي اليمين و اليسار دون المبالغة
الأهم هنا هو عمل توازن بحيث لا تطغى الأصوات في اليمين على اليسار أو بالعكس , فإذا كان لديك نوعين من الجيتار يمكن توزيع أحدهما في اليمين بنسبة 30 % مثلا و الثاني في اليسار بنفس النسبة أو أكثر أو أقل بقليل

يذكر أن الاستايل الموسيقي يلعب دورا مهما في تلك الخيارات ففي بعض الاستايلات يكون الايقاع هو الأقوى و يجب رفع صوته أكثر و يكون صوت الفوكال معتدل بعكس استايلات أخرى و نفس الشيء بالنسبة للبيز Bass فبعض الاستايلات يكون فيها قوي و واضح و بعضها يكون معتدل

المرحلة الثالثة : تحسين الصوت في المكساج الصوتي

الساتوريشن Saturation

بعد ضمان توازن التراكات و اصلاح كل المشاكل نصل للمرحلة الأخيرة في المكساج الصوتي و هي تحسين الصوت و نقله الى مستوى أعلى من الجودة و تجميل التراكات لتبدو احترافية
في هذه المرحلة ستكون الخيارات و البلجنات التي يمكن استخدامها كثيرة جدا و من أهمها :

الإيكولايزر و الكومبريسر (هذه المرة لتحسين الصوت و ليس لإصلاحه)

Reverb الريفيرب لإضافة صدى و جعل الصوت واقعي و مفعم بالحيوية اضافة الى مؤثرات مثل :
Delay تأثير الديلاي لتكرار الصوت
Chorus تأثير الكورس لمضاعفة الصوت ليبدو و كأنه أكثر من صوت معا
Flanger تأثير يحاكي دمج الصوت مع نسخة ثانية من نفس الصوت لكن مع تأخير أحدهما أجزاء من الثانية
و هي مؤثرات تصنف ضمن قائمة المؤثرات الزمنية أي التي تعتمد على الوقت عبر تكرار الصوت بطرق معينة لإعطاء تأثيرات مختلفة

الديلاي Delay من المؤثرات الجمالية

Stereo Expander لتوسيع مجال الاستريو لأي تراك

Saturation اضافة الساتوريشن أي الهارمونيك للصوت بطريقة تزيد من جمالية الصوت و تزيده طاقة

ساتوريشن مجاني

و غيرها من المؤثرات و المجال هنا لخيالك و تجربتك لكن و للإختصار فإن أهم المؤثرات و التي قد تكون كافية بحد ذاتها في كثير من الأحيان و لا يمكن التخلي عنها في المكساج هي : الايكولايزر و الكومبريسر و الريفيرب

اذا المكساج الصوتي هو عملية جوهرية لتحقيق تجربة مستمع ممتازة وجودة صوتية عالية في التسجيلات الصوتية مما يعزز من استمتاعنا بالصوت بشكل أكبر و وصوله بشكل أكثر نقاء و وضوح للجميع
بعد الإنتهاء من المكساج سنصل لمرحلة الماسترينغ (تابع من هنا المقالة الخاصة بالماسترينغ)
نذكركم في نهاية المقالة أننا نقدم خدمة المكساج الصوتي لأعمالكم الفنية و يمكنكم التواصل معنا

مجدي حسن , خاص لموقع ستارزما