الآلات الايقاعية الخليجية و سحرها – بحث موسع حول ايقاعات الخليج

الآلات الايقاعية الخليجية

تعد الآلات الإيقاعية من أهم مكونات التراث الموسيقي الخليجي الأصيل، فقد ارتبط هذا التراث عبر التاريخ بإيقاعات مميزة تنبع من روح هذه المنطقة وتعكس ثقافتها وتنوعها. وتُعد هذه الآلات الركيزة الأساسية التي استندت إليها الموسيقى الخليجية التقليدية،

في هذه المقالة سنستعرض أشهر وأهم الآلات الإيقاعية التي تميزت بها الموسيقى الخليجية وحملت صداها عبر الأجيال
سنتعرف على أصول هذه الآلات و طرق العزف عليها ودور كل منها في إنتاج الإيقاعات المميزة التي تجعل من الموسيقى الخليجية ذات طابع فريد من نوعها كما سنستعرض الفنون والمناسبات التي تستخدم فيها هذه الآلات عادةً

من بين أشهر آلات الايقاعات الخليجية :

آلة الرحماني الايقاعية
الكاسر الطويل – الكاسر القصير
الكاسر المفلطح
الكاسر العراقي (الكاسور)
الرنة
ماسندو
المرواس
النقرزان
طبل الشيندو
طبل النوبان
الدف

يضاف لها آلات ايقاعية مثل :

طار (الطار) – الطبل البحري – طبل نصيفي خماري – طبل نصيفي لاعوب – الجحلة – الهاون –طويسات (الطويسات) أو الطوس أو الصاجات – منجور – الرق – صقال أو الصكال – الزير أو الزار – البرشيم – المرد – البنجر – طبل الشحوح – البيب أو الباتو – طبل مهجر البرميلي الشكل – طبول الوقافي والليوا وطبول الصوت والميقعة – كوشا (قرحاف) – آلة رعبوب – خرخاش (منجور الطنبرة) – اضافة الى الصفقات

قائمة اشهر الآلات الايقاعية الخليجية

آلة الرحماني الايقاعية (الدمام)

رحماني آلة الرحماني الايقاعية

يُعرف الرحماني بنوعين هما الرحماني الطويل والرحماني القصير. وهو عبارة عن طبل كبير يُضرب باليد، ويُطلق عليه اسم “الدمام”. ويُصنع من جلود طبيعية تُشد على تجويفين من الخشب في نهايتي فتحتي الجسم الاسطواني للآلة. ويتميز بأن العازف له إمكانية التحكم في شد أو لين الجلد من خلال شد الحبال التي تربط الرقمتين على اسطوانة جسم الآلة. ويُعتبر الرحماني الطويل ذو الحجم الكبير أقل استخداماً وله صوت غليظ أي بترددات منخفضة.

وتتنوع أساليب ضرب الرقمة، فمنها ما يُضرب بالعصا على الرقمتين، ومنها ما يُضرب بالعصا على رقمة والأخرى باليد، ومنها ما يُضرب بالعصا على جانب واحد فقط، أو ما يُضرب باليدين على الرقمتين دون استخدام العصا.

وتنوع الأحجام مرتبط بوظيفة الآلة في الفن، ومن خلال ذلك تُحدد تسمية الآلة أيضاً. ويُعتبر الرحماني أهم آلات الإيقاع في الموسيقى التقليدية، ونجده موزعاً ومنتشراً في البلدان الخليجية، ويكون جزءاً مهماً في معظم الفنون. لذلك يمكن اعتباره من رموز الموسيقى الخليجية، ونجده أساسياً في موسيقى سلطنة عُمان التقليدية و في موسيقا و احتفالات العيالة البحرية و العيالة البرية و في فنون الحربية و الهبان و الليوا و المديمة في الفنون الإماراتية و التي تؤدى في الأفراح و العديد من المناسبات الوطنية و الاجتماعية

الكاسر الطويل – الكاسر القصير

كاسر – آلة الكاسر الايقاعية في الخليج

يُعد الكاسر الطويل طبلاً صغير الحجم، يستخدم في رقصة الليوة وغيرها من الرقصات. ويقوم بكسر حدة الاستمرارية في النغمات والأصوات الإيقاعية للرقصة ، حيث يلتزم الضارب بإيقاع الآلات الأخرى و من هنا تم تسميته بالكاسر
هناك أحجام مختلفة من الكاسر، وهو أصغر من آلة الرحماني، ولذلك يُصدر صوتًا حادًا مقارنةً به. والعلاقة بينهما وثيقة، وغالبًا ما نراهما معًا لأن لكلٍ منهما دورًا يكمل الآخر.

أما الكاسر القصير، فيمثل تقريبًا نصف الكاسر الطويل. ويُعزف عليه غالبًا بالعصا ولكن أحيانًا باليدين أيضًا مع الغناء. ويُستخدم الكاسر القصير في فن العيالة

الكاسر يصنع اليوم من مادة الفايبر لكنه في الأساس يصنع من الخشب الطبيعي و لا سيما خشب السيسم مع الجلود الطبيعية

الكاسر المفلطح

وبالرغم من أن قطر الكاسر المفلطح يماثل تقريبًا قطر الكاسر الصغير، إلا أنه يُصدر صوتًا أكثر حدةً وذلك يرجع إلى قِصر حجمه، والذي يمثل تقريبًا نصف طول الكاسر القصير أي ربع طول الكاسر الطويل.

ويُستخدم الكاسر المفلطح في أغلب الأحيان لزخرفة الإيقاع، ونرى ذلك مثلاً في فن العيالة، حيث يتبارى العازفون عند العزف على آلة الكاسر المفلطح برفعه بإحدى اليدين إلى أعلى وضربه بالعصا باليد الأخرى، لتأكيد هذه الزخرفة الإيقاعية وتوضيحها للحضور

يستخدم طبل الكاسر بأنواعه المختلفة في المعارض و المهرجانات و الأفراح عموما و يعتبر أساسي في فن الجربة و رقصة الجربة البحرينية التي تعتبر من الفنون الشعبية التراثية في البحرين

الكاسر العراقي او الكاسور او الخشبة

كاسور خشبة

يُسمى الكاسر العراقي أيضًا كاسور أو خشبة، وشكله قريب نوعًا ما من آلة الدربكة مع اختلاف الحجم، حيث يكون أضيق وأصغر. ويختلف من حيث طريقة العزف والصوت مختلف تمامًا. ويُستخدم الكاسور العراقي في التشكيل بالإيقاعات العراقية بأنواعها والدبكات في أغلب الأحيان لزخرفة الإيقاع.
نسمع صوت الكاسور أو الخشبة كثيرا في الايقاعات العراقية و ايقاع الهيوا حيث يضيف زخرفة جميلة تعطيه جو عراقي خاص

الرنة

أما الرنة فتتميز بصوت غليظ أي بترددات منخفضة، وبصوت قوي يُعطي رنينًا واضحًا ومن هنا جاء اسمها. ويأتي حجمها أصغر من آلة الرحماني وأكبر من آلة الكاسر. وتُستخدم آلة الرنة في موسيقى العيالة والزار وغيرها.

الماسندو (مسيندو أو الجبوة)

أما الماسندو المسمى أيضًا الجبوة، فهو عبارة عن جسم طويل مخروطي الشكل مصنوع من الخشب القوي، ويُثبت عليه جلد طبيعي بواسطة أوتاد خشبية حول الطرف الأوسع للماسندو. ويتحكم العازف في شدة الجلد لتحضيره للعزف بواسطة هذه الأوتاد أو تسخين الجلد إما بالنار أو باستخدام السحة وهي عجين من التمر المعجون برماد الخشب الساخن على الجلد مباشرةً. وبذلك يمكن ضبط صوت الماسندو حسب الاحتياج.

ويُعتبر الماسندو من أطول الآلات، ويُفضل العازفون ربط الماسندو بحزام يلف حوله وحول وسط العازف مما يتيح له العزف بكلتا يديه. وللماسندو أنواع وأحجام مختلفة حسب الارتباط الوظيفي للفن المستخدم به
يستخدم الماسيندو أو مسيندو في فن النوبان و فن مديما.

المرواس

مرواس من أشهر الآلات الايقاعية الخليجية

ويُعتبر المرواس أصغر طبول الرحماني في الحجم، ولذلك فهو أكثرها حدةً في الصوت. ومن أهم الفنون التي يُستخدم فيها المرواس هو فن البرعة المنتشر في سلطنة عمان و تحديدا محافظة ظفار و في محافظة المهرة في اليمن
ويستخدم المرواس أيضا في فن الشرح الذي يعتبر جزء من الموسيقى التقليدية العمانية
كما يُستخدم المرواس في الإيقاع البحري , وتوجد منه أحجام وأشكال مختلفة.

يكون عازف أو ضارب المرواس عنصرًا أساسيًا في الفرق المؤدية لهذه الفنون، ويمسك عازف المرواس بيد ويعزف عليه باليد الأخرى. ويمكن لليد الماسكة للمرواس المشاركة الخفيفة بالعزف بواسطة إصبع السبابة لملء وزخرفة الإيقاع.

ويُصنع المرواس من خشب الساج الصلب المقاوم للرطوبة والذي يُستورد من الهند. وقطره وارتفاعه حوالي 15 سم ويُستخدم فيه الجلد الطبيعي الذي يُشد بواسطة الخيوط القطنية أو الحبال.
(تعرف على مكتبة ريل خليجي درمز التي تضم عدد كبير و منوع من الايقاعات)

النقرزان

النقرزان من الآلات الايقاعية الخليجية

أما النقرزان فهو إحدى الآلات الإيقاعية المميّزة وقد عُرف في السعودية ودول الخليج قديمًا وتُستخدم في الفنون الشعبية وفي فن الخبيتي المنتشر في السعودية و يعتبر جزءا من الموسيقى السعودية
طبل أو آلة النقرزان يكون صوتها رفيع نسبيا و ليس عميق اذ أن حجمها يكون صغيرا مقارنة بالرحماني و الكاسر

(تعرف على مكتبة سعودي بيركشن للحصول على مكتبة ايقاعات سعودية خاصة تضم ايقاعات الخبيتي و الخويزعاني و العتبة و العرضة و غيرها)

طبل الشيندو

طبل الشــيندو

من أكبر أنواع الطبول في الايقاعات الخليجية له شكل اسطواني و قاعدة من ارجل خشبية و يصنع من الجلود الطبيعية بدقة فائقة للحصول على الصوت المطلوب حيث يتميز بصوت قوي و غليظ
يتم تثبيت الجلد الطبيعي بأعواد من الخشب تسمى السجاجات و يصنع من اخشاب خاصة لا سيما خشب ال سيسم أو الساج
يستخدم طبل الشيندو في موسيقا العيالة و الليوا و غيرها

طبل النوبان

يعتبر طبل النوبان من الآلات الايقاعية المستخدمة في الخليج و يستخدم في فن النوبان أو ما يعرف ب فن الطنبورة و هي من الفنون الافريقية التي وصلت الى الخليج العربي و لا سيما الامارات العربية المتحدة عبر رحلات التجارة
تستخدم في فن النوبان آلة الطنبورة الموسيقية التي يرافقها طبل النوبان

الدف – الطار

الدف من أهم الآلات الايقاعية الخليجية

الدف آلة مستديرة الشكل لها إطار خشبي، و تشد عليه من جهة واحدة جلد طبيعي
عندما يكون الجلد مشدودا فإنه يعطي صوت رنان و قد يقال له صقال أما عندما يكون مرتخيا و غير مشدود فيعطي حينها صوت غليط و يكون بمثابة صوت دم
قد يضاف للدف أقراص نحاسية صغيرة لتعطي رنين أثناء العزف عليه
يعتبر الدف من أشهر الآلات الموسيقية الايقاعية في الخليج العربي وله تسميات عديدة مثل: الرق، المزهر، الدويرة، الغافال، الكانجيرا، البودهران، الشامان، الطار. ويُطلق عليه في الخليج العربي اسم الدف الكبير ويُستخدم بكثرة في مختلف المناسبات والاحتفالات حيث يستخدم الدف لصنع العديد من الايقاعات الجميلة ذات الأجواء العربية الأصيلة

يضاف لتلك الآلات آلة الطوس و هي جمع طاسة و تتألف من قطعتين من النحاس على شكل أقراص تعطي صوت حاد عند اصطدامها ببعضها و تستخدم للزخرفة و كذلك آلة الراس أو الرأس و هي طبل كبير الحجم يستخدم في فن الرزحة و العيالة

تلك كانت أهم الآلات و التي تعتبر جزء من جوهر التراث الفني الخليجي التي توارثتها الأجيال منذ مئات السنين و التي ما زالت حتى اليوم جزءاً لا يتجزأ من أي عمل موسيقي أو حفلة أو مناسبة احتفالية في منطقة الخليج.