لماذا يعتبر التوزيع الموسيقي أجمل و أصعب مهنة على الإطلاق !

لماذا يعتبر التوزيع الموسيقي أجمل وأصعب مهنة على الإطلاق؟

سواء كنت تنظر إليه كمهنة احترافية، أو كهواية، أو كعمل جانبي، فإن التوزيع الموسيقي يظل واحدًا من أكثر المجالات الموسيقية إبداعًا وتحديًا في نفس الوقت.
في هذا المقال سنتعرف معًا على الأسباب التي تجعل التوزيع الموسيقي من أصعب المهن في عالم الفن والموسيقى… وفي الوقت نفسه من أجملها وأكثرها متعة!

التوزيع الموسيقي ليس له قواعد ثابتة

كل اغنية او مقطوعة موسيقية يمكن ان توزع باكثر من مئة او ربما الف طريقة، ولذلك يحتاج الامر الى تفكير عميق وابداع حقيقي منك كموزع موسيقي.

قد يكون اصعب ما يواجه الموزع هو البداية، والامر يشبه تماما المصمم الذي يبدأ مع صفحة بيضاء ويشعر بالحيرة بسبب تعدد الاحتمالات وتزاحم الافكار.
الاستماع الى اعمال موسيقية معينة قبل البدء قد يعطيك بعض الافكار ويلهمك للحل، كما ان تجهيز اصوات وايقاعات وقوالب معينة مسبقا يساعدك على الانطلاق بشكل اسرع.

من الافكار المفيدة ايضا ان تقوم بتحضير مكتبات خاصة بك من الاصوات والايقاعات، وحفظها في مشاريع جاهزة، بحيث تبدأ من هذه المشاريع ثم تطورها وتعدلها لاحقا بحسب ما يحتاجه كل توزيع.

الاحتمالات لديك لا متناهية

تكملة لما سبق، فانت تملك احتمالات عديدة جدا في طريقة اختيار الاصوات والايقاعات والدمج بينها. وعند اختيار اي صوت قد تشعر بالقلق ان هذا الصوت غير مناسب، او ربما هناك صوت اخر اكثر ملاءمة منه.

في النهاية، اغلق عينيك واستمع جيدا، وستعرف بنفسك اذا كان الصوت مناسبا او لا. وحاول من البداية اختيار اصوات مناسبة وغير مزدحمة حتى لا تضطر لتعديلها كثيرا لاحقا او ان تتعب عليها بشكل مبالغ فيه في مرحلة المكساج.

لكن في كل الاحوال لا توجد مشكلة كبيرة، فعملية تعديل الاصوات ليست صعبة عندما تستخدم البلجنات (Plugins) والمكاتب الصوتية (Sound Libraries) داخل الكمبيوتر. وهناك مواقع متخصصة مثل “ستارزما” تقدم العديد من الادوات المفيدة للموزعين الموسيقيين لتسهيل هذه المرحلة.

التوزيع الموسيقي يحتاج مزاج وراحة نفسية

اذا لم تكن الظروف مناسبة من ناحية الهدوء والمكان المرتب والبعيد عن الازعاجات والمشتتات، فسيكون التوزيع اصعب عليك وقد تفقد التركيز بسرعة.

الامر لا يتعلق فقط بالمشتتات الخارجية، فانت بحاجة ايضا الى هدوء داخلي وصفاء ذهني لتتمكن من التركيز في عملك.
لذلك من المهم جدا ان تؤمن مكانا مناسبا لعملك، بحيث يكون مرتب وانيق وهادئ، لان البيئة المحيطة تؤثر بشكل مباشر على جودة التوزيع الموسيقي الذي تقدمه.

اذواق الفنانين تختلف واذواق الناس تختلف

في حال كنت توزع اعمال لغيرك، قد تبذل جهدا كبيرا وتقضي ساعات او حتى اياما طويلة على توزيع اغنية، ليخبرك الفنان في النهاية انه يريد التوزيع بطريقة مختلفة تماما.

ما يعجبك انت قد لا يعجب غيرك، ولذلك قد تضطر لاعادة التوزيع بطريقة اخرى ترضي الفنان او الجمهور، او لتتماشى مع الرائج والمطلوب في فترة معينة. وهذا قد يعني ساعات اضافية من العمل.

النصيحة هنا هي ان تحاول من البداية فهم المطلوب بدقة، سواء من حيث الاستايل او الجو العام او الفكرة التي يريدها الفنان. بهذه الطريقة تستطيع ان تقدم توزيعا موسيقيا يرضي الجميع وتقلل من التعديلات المتكررة لاحقا.

المنافسة قوية جدا بين الفنانين والموزعين

اذا لم تعمل بجد واجتهاد فلن تستطيع منافسة الموزعين الكبار واصحاب الخبرة، لان مجال التوزيع الموسيقي مليء بالتحديات والمنافسة الشديدة.
التوزيع الموسيقي يحتاج الى تطوير دائم في مهاراتك ومعلوماتك وادواتك، سواء كانت برامج التوزيع (DAWs) او المكاتب الصوتية (Sound Libraries) او البلجنات (Plugins).

التوقف لفترة عن العمل او التعلم قد يجعلك تتأخر كثيرا، وتجد ان لياقتك الفنية تراجعت تماما مثل اللاعب الرياضي الذي يتوقف عن التدريب لفترة، فتضعف قدراته ويحتاج الى وقت ليستعيدها.

التوزيع الموسيقي يحتاج اذن موسيقية وخبرة

لا يمكن لاي شخص ان يصبح موزع موسيقي ناجح بسرعة من خلال تعلم القواعد فقط. الامر يحتاج الى شخص يملك موهبة اساسية، او على الاقل حب كبير للمجال وشغف حقيقي بالموسيقى.

في غياب الموهبة او الشغف، سيصبح عمل الموزع تقليديا جدا، ولن يكون قادرا على الابداع او التميز في مجاله.
لكن اذا جمعت بين الموهبة والحب للموسيقى واضفت اليها العلم والخبرة والتجربة العملية، فهناك احتمال كبير ان تحقق النجاح وتبني مسيرة قوية. وهذا المبدأ لا ينطبق فقط على التوزيع الموسيقي، بل على كل مجالات الفن والحياة.

واخيرا.. لماذا يعتبر التوزيع الموسيقي اجمل عمل تقوم به

المقطوعة او الاغنية التي تقوم بتوزيعها قد يسمعها الاف او حتى مئات الاف وربما ملايين من الناس، وهذا يعطيك شعور رائع بانك شخص مؤثر في مجتمعك والعالم.
ما يخرج من الاستوديو الخاص بك يصل الى اسماع وقلوب عدد كبير جدا من الجماهير، سواء في بلدك او خارجه، وربما حول العالم كله.

تخيل عندما تمشي في الشارع وتسمع احد اعمالك من سيارة تمر بجانبك، او تصدح من احد المنازل، كيف سيكون شعورك؟
عندما تجد عملك يبث على اذاعة او قناة معينة او يحقق شهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لن تشعر بالسعادة فقط، بل بالرضا لمساهمتك الايجابية في تقديم المتعة والفائدة للناس.

الموضوع لا يتعلق بالشهرة او المال، بل بتاثيرك على حياة الناس، كونك جزءا من حياتهم، ومساهمتك في تطوير ودعم الفن في بلدك او العالم. وربما تكون ايضا مصدر الهام للعديد من الاشخاص.

كلمة اخيرة

ليس هناك اجمل من ان تعمل في مجال تحبه وتعتز به، وتكون لديك شغف حقيقي تجاهه.
اذا اعتبرت التوزيع الموسيقي مجرد مهنة عادية او مصدر دخل فقط، فستصاب بالملل ولن تحقق النجاح المرجو.

اما اذا كنت تحبه وتستمتع به، ولكن تواجه صعوبات تقنية او تفتقد المهارات اللازمة، فهذا امر طبيعي، وستتكفل الايام بتعليمك كل ما تحتاجه، طالما كنت مجتهدا وطموحا نحو الافضل دائما.
التوزيع الموسيقي مجال يحتاج الصبر والمثابرة، ولكن النتيجة في النهاية ستكون تجربة غنية ومجزية على جميع الاصعدة.

مكاتب شرقية قد تهمك

iRaqi Percussion ايقاعات عراقية أصلية تضم ميدي كامل و درم كيت مع كل التشكيلات و إمكانية التحكم الكامل بكل تفاصيل الإيقاعات